بانياس مرفأ ومدينة ساحلية تقع على ساحل البحر المتوسط في الجمهورية العربية السورية على مسافة 38كم إلى الشمال من مدينة طرطوس، وهي مركز منطقة إدارية تتبع محافظة طرطوس. وتعرف ببانياس الساحل تمييزاً لها عن قرية بانياس الجولان في محافظة القنيطرة جنوب غربي سورية. وتحيط بها أراضٍ سهلية منبسطة وهضاب تتصل في الشرق بجبال الساحل السوري.
يرجع تاريخ بانياس إلى العصرين الهيلنستي والروماني، وقد أقيمت على أنقاض مدينة كنعانية أقدم منها. وكانت تتبع مملكة أرواد. وتبدل اسمها بتبدل تبعيتها فعرفت في عهد الرومان باسم «بالانيا» ثم «بُلنياس» وتعني الحمامات، وفي العهد البيزنطي باسم «ليوكاس» وسماها الصليبيون «فاليني»، وقد ذكرها معجم البلدان باسم «بُلنياس» ثم صار اسمها بانياس في العهد العثماني.
وقد كان لهذه المدينة بعض الاستقلال في العهد الروماني، ثم صارت مقر أبرشية في العصور الوسطى مرتبطة ببطريركية أنطاكية. استولى عليها الصليبيون سنة 1098م وحكمتها أسرة «مانسوير» صاحبة قلعة المرقب ثم تخلت عنها عام 1186م، وعادت المدينة إلى العرب بعد سقوط قلعة المرقب. وفي بداية الربع الأخير من القرن التاسع عشر تم فيها بناء «السرايا» ثم الجامع والمدرسة. وكانت بانياس مركز قضاء يمتد من نهر الحصين جنوباً إلى قرية الحويز شمالاً إلى الدالية شرقاً، كما بُنيت فيها مساكن للموظفين والنازحين من القرى المحيطة وأقيمت فيها المحال التجارية. وتحولت بانياس إلى مركز مهم لتجارة الحرير، إذ أقيم فيها ثلاثة «مخانق» لشرانق الحرير اجتذبت إنتاج الشرانق من منطقة واسعة تمتد من أنطاكية شمالاً إلى صافيتا جنوباً.
كان العمران مقتصراً على منطقة صغيرة المساحة تؤلف اليوم مركز المدينة قبل أن يمتد على شكل شريط من الشمال إلى الجنوب محاذياً لشاطئ البحر. حيث يمارس السكان نشاطاتهم الاقتصادية المتمثلة في الزراعة والصناعة وبعض الوظائف الخدمية إضافة إلى السياحة التي تعد من أهم النشاطات في المدينة.
أهم المعالم الأثرية في مدينة بانياس قلعة أوزا الكنعانية في منتصف الجانب الشرقي من بانياس ومملكة اشناتوا الكنعانية التي تقع في تل الدروك، إلا أن أهم الآثار القريبة منها هي قلعة المرقب.